استعان «الإصلاح» بعناصر من «القاعدة» تمّ حشدهم من محافظتَي شبوة وحضرموت خلال الأيام الماضية
التقدُّم الكبير في جبهات غربي المدينة تزامن مع سيطرة الجيش و«اللجان» على مساحات واسعة في جبهة الجدافر ودحيضة الواقعة في صحراء محافظتَي مأرب والجوف. وأكّدت مصادر مطّلعة أن قوات صنعاء سيطرت، في اليومين الماضيين، بشكل كامل، على جبهة دحيضة القريبة من منطقة العلمان المطلّة على الطريق الرابط بين مأرب وحضرموت شرقي منطقة صافر النفطية، فيما اعتبر مراقبون سقوط دحيضة في يد قوات صنعاء بمثابة بوابة عبور لها لإكمال الطوق على العلمَين الأبيض والأسود وقاعدة الرويك العسكرية، وصولاً إلى الالتفاف على منشأة النفط والغاز في صافر.
وبعد عزوف الكثير من قبائل مأرب عن القتال في صفوف قوّات هادي وهروب العشرات من قيادات «الإصلاح» المدنية والعسكرية من المدينة في اتجاه المحافظات الجنوبية، استعانت السلطات المحلية الموالية لهذا الحزب بعناصر من «القاعدة» تمّ حشدهم من محافظتَي شبوة وحضرموت خلال الأيام القليلة الماضية، لينضمّوا إلى عناصر التنظيم الموجودين في عدد من مناطق صرواح ووادي عبيدة بغطاء وتمويل سعوديَّين. وأكّدت مصادر عسكرية في محافظة مأرب «قيام الجيش واللجان الشعبية بتنفيذ عملية هجوميّة على معسكرات التنظيم الإرهابي في الضواحي الغربية والجنوبية لمدينة مأرب يومَي الإثنين والثلاثاء». ووفقاً لهذه المصادر، فقد «تمكّنت قوات صنعاء من قتل أحد زعماء القاعدة الميدانيين، ويدعى الأمير الإرهابي علي محمد بن غريب، وآخر يدعى زين العابدين بن علي، ولا يزال مصير العديد من أمراء التنظيم مجهولاً». وأشارت المصادر إلى أن «الجانب السعودي عزّز جبهة صرواح بالمئات من عناصر القاعدة خلال الأشهر الماضية». وكانت قوّات صنعاء أعلنت في آب/ أغسطس من عام 2018، مقتل أمير التنظيم في مأرب، غالب الزايدي، خلال مواجهات في مديرية صرواح.
في هذا الوقت، حذّرت سلطات مأرب المحلية التابعة لـ»الإصلاح»، «التحالف» وحكومة هادي، من خطورة الوضع في محيط المدينة، داعية «المجتمع الدولي» إلى الدفع في اتجاه وقف الهجوم على مأرب، وذلك خلال اجتماعات أمنية طارئة عقدتها يومَي الإثنين والثلاثاء. ووجّهت هذه السلطات بسرعة استكمال حفر المزيد من الخنادق في محيط المدينة، والترتيب لحرب شوارع، فيما لفتت مصادر محلية إلى قيام ميليشيات «الإصلاح» بتقسيم مأرب إلى مربّعات عسكرية، وصرف أسلحة خفيفة ومتوسّطة للمئات من المواطنين في عدد من الأحياء السكنية المحيطة بالمدينة من كلّ اتجاه، لدفعهم نحو القتال. وقالت المصادر إن الميليشيات استخدمت المساجد لإثارة مخاوف السكّان من دخول الجيش و»اللجان» المدينة، ودعت المدنيين إلى القتال دفاعاً عمّا سمّته «النظام الجمهوري»، مهدّدة إياهم باللجوء إلى التعبئة الإجبارية في حال تراجعت قوّات هادي على جبهات تخوم مأرب.